كل شي يرحب بك
كل شي يتبسم ويتوهج فرحا بقدومك
كل شي ينمق عبارات الترحيب

ويصوغ كلمات الحب لوجودك

كل شي ينتظر مشاركاتك
وقلمك الرائع وابداعاتك
كل شي يردد حياك الله
 تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) 0520[/center]
كل شي يرحب بك
كل شي يتبسم ويتوهج فرحا بقدومك
كل شي ينمق عبارات الترحيب

ويصوغ كلمات الحب لوجودك

كل شي ينتظر مشاركاتك
وقلمك الرائع وابداعاتك
كل شي يردد حياك الله
 تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) 0520[/center]
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

  تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amy
مديرة
مديرة
amy


انثى عدد المساهمات : 381

كم نقطة لديك : 17022
السٌّمعَة : 128
تاريخ الميلاد : 11/07/1998
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
العمر : 25

بطاقتك يا حلوة
♥|أَلْقابِكِــــــــــــــ:

 تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم)    تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty2011-09-18, 03:49

ابن العثيمين

قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق ‏بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" ‏وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..‏
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ‏ولا بد لكل معمول من عامل‎..‎
وقدرناه متأخراً لفائدتين‎:‎
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل‎.‎
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا ‏آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ‎.‎
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه‎ ‎يعرفها أهل النحو؛ ‏ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله ‏عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"(3) . أو قال صلى الله عليه ‏وسلم "على اسم الله"(4) : فخص الفعل‎..‎
و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ‏ولهذا تأتي الأسماء تابعة له‎..‎
و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي ‏يدل على السعة‎..‎
و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على ‏وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل
فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . ‏أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..‏
و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى ‏صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة‎..‎
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما ‏السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير ‏جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار ‏رحمة الله‎..‎
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى ‏الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ ‏قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله ‏عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.‏
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا ‏نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، ‏وانكسار‎..‎
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي ‏رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، ‏وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه‎..‎
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما ‏نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ‏ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي ‏يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على ‏رحمة الله..‏
والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل ‏عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من ‏الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات ‏بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه ‏بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل ‏النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً ‏صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..‏
مسألة‎:‎
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ ‏بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ ‏لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية ‏مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق ‏السورة‎..‎
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ‏نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني ‏عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ ‏وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { ‏إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ ‏وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ‏ولعبدي ما سأل"(1) ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ ‏وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي ‏صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله ‏الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها"(2) : والمراد لا ‏يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ‏ليست منها..‏
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ ‏وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها ‏هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: ‏‏"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين ‏‏}: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها ‏حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ ‏وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط ‏المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب ‏عليهم ولا الضالين } للعبد..‏
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . ‏وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى‎..‎
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة ‏لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب ‏الآية في الطول والقصر هو الأصل..‏
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ‏ليست من بقية السور‎..‎‏ ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amy
مديرة
مديرة
amy


انثى عدد المساهمات : 381

كم نقطة لديك : 17022
السٌّمعَة : 128
تاريخ الميلاد : 11/07/1998
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
العمر : 25

بطاقتك يا حلوة
♥|أَلْقابِكِــــــــــــــ:

 تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم)    تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty2011-09-18, 03:49

ابن عاشور

‏ البسملة اسم لكلمة باسم الله، صيغ هذا الاسم على مادة مؤلفة من حروف الكلمتين ‏‏(باسم)و(الله) على طريقة تسمى النحت، وهو صوغ فعل مضي على زنة فعلل مؤلفة ‏مادته من حروف جملة أو حروف مركب إضافي، مما ينطق به الناس اختصارا عن ذكر ‏الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة. وقد استعمل العرب النحت ‏في النسب إلى الجملة أو المراكب إذا كان في النسب إلى صدر ذلك أو إلى عجزه التباس، ‏كما قالوا في النسبة إلى عبد شمس عبشمي خشية الالتباس بالنسب إلى عبد أو إلى شمس، ‏وفي النسبة إلى عبد الدار عبدري كذلك والى حضرموت حضرمي قال سيبويه في باب ‏الإضافة أي النسب إلى المضاف من الأسماء: وقد يجعلون للنسب في الإضافة اسما بمنزلة ‏جعفري ويجعلون فيه من حروف الأول والآخر ولا يخرجونه من حروفهما ليعرف اه، ‏فجاء من خلفهم من مولدي العرب واستعملوا هذه الطريقة في حكاية الجمل التي يكثر ‏دورانها في الألسنة لقصد الاختصار، وذلك من صدر الإسلام فصارت الطريقة عربية. قال ‏الراعي‎: ‎قوم على الإسلام لما يمنعوا‎ ‎ماعونهم ويضيعوا التهليلا أي لم يتركوا قول لا إله إلا ‏الله . وقال عمر بن أبي ربيعة‎: ‎لقد بسملت ليلى غداة لقيتهـا‎ ‎ألا حبذا ذاك الحبيب ‏المبسمل أي قالت بسم الله فرقا منه، فأصل بسمل قال: بسم الله، ثم أطلقه المولدون على ‏قول: بسم الله الرحمن الرحيم، اكتفاء واعتمادا على الشهرة وإن كان هذا المنحوت خليا ‏من الحاء والراء اللذين هما من حروف الرحمان الرحيم، فشاع قولهم: بسمل، في معنى ‏قال: بسم الله الرحمن الرحيم، واشتق من فعل بسمل مصدر هو البسملة كما اشتق من ‏هلل مصدر هو الهيللة وهو مصدر قياسي لفعلل. ‏
‏ واشتق منه اسم فاعل في بيت عمر بن أبي ربيعة ولم يسمع اشتقاق اسم مفعول. ‏
‏ ورأيت في شرح ابن هارون التونسي على مختصر ابن الحاجب في باب الأذان عن المطرز ‏في كتاب اليواقيت: الأفعال التي نحتت من أسمائها سبعة: بسمل في بسم الله، وسبحل في ‏سبحان الله، وحيعل في حي على الصلاة، وحوقل في لا حول ولا قوة إلا بالله، وحمدل في ‏الحمد لله، وهلل في لا إله إلا الله، وجيعل إذا قال جعلت فداك، وزاد الطيقلة في أطال الله ‏بقاءك، والد معزة في أدام الله عزك. ‏
‏ ولما كان كثير من أئمة الدين قائلا بأنها آية من أوائل جميع السور غير براءة أو بعض ‏السور تعين على المفسر أن يفسر معناها وحكمها وموقعها عند من عدوها آية من بعض ‏السور. وينحصر الكلام عليها في ثلاثة مباحث. ‏
‏ الأول في بيان أهي آية من أوائل السور أم لا. الثاني في حكم الابتداء بها عند القراءة. ‏الثالث في تفسير معناها المختص بها‎. ‎
‎ ‎



‏ فأما المبحث الأول فهو أن لا خلاف بين المسلمين في أن لفظ بسم الله الرحمان الرحيم ‏هو لفظ قرآني لأنه جزء آية من قوله تعالى )إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم( ‏كما أنهم لم يختلفوا في أن الافتتاح بالتسمية في الأمور المهمة ذوات البال ورد في الإسلام، ‏وروي فيه حديث كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع لم يروه ‏أصحاب السنن ولا المستدركات، وقد وصف بأنه حسن، وقال الجمهور إن البسملة ‏رسمها الذين كتبوا المصاحف في أوائل السور ما عدا سورة براءة، كما يؤخذ من محادثة ‏ابن عباس مع عثمان، وقد مضت في المقدمة الثامنة، ولم يختلفوا في أنها كتبت في المصحف ‏في أول سورة الفاتحة وذلك ليس موضع فصل السورة عما قبلها، وإنما اختلفوا في أن ‏البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة ومن أوائل السور غير براءة، بمعنى أن الاختلاف ‏بينهم ليس في كونها قرآنا، ولكنه في تكرر قرآنيتها كما أشار إليه ابن رشد الحفيد في ‏البداية، فذهب مالك والأوزاعي وفقهاء المدينة والشام والبصرة وقيل باستثناء عبد الله بن ‏عمرو ابن شهاب من فقهاء المدينة إلى أنها ليست بآية من أوائل السور لكنها جزء آية من ‏سورة النمل، وذهب الشافعي في أحد قوليه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وفقهاء مكة ‏والكوفة غير أبي حنيفة، إلى أنها آية في أول سورة الفاتحة خاصة، وذهب عبد الله بن ‏مبارك والشافعي في أحد قوليه وهو الأصح عنه إلى أنها آية من كل سورة. ولم ينقل عن ‏أبي حنيفة من فقهاء الكوفة فيها شيء، وأخذ منه صاحب الكشاف أنها ليست من السور ‏عنده فعده في الذين قالوا بعدم جزئيتها من السور وهو الصحيح عنه. قال عبد الحكيم ‏لأنه قال بعدم الجهر بها مع الفاتحة في الصلاة الجهرية وكره قراءتها في أوائل السور ‏الموصولة بالفاتحة في الركعتين الأوليين. ‏
‏ وأزيد فأقول إنه لم ير الاقتصار عليها في الصلاة مجزئا عن القراءة. ‏
‏ أما حجة مذهب مالك ومن وافقه فلهم فيها مسالك: أحدها من طريق النظر، والثاني من ‏طريق الأثر، والثالث من طريق الذوق العربي. ‏
‏ فأما المسلك الأول فللمالكية فيه مقالة فائقة للقاضي أبي بكر الباقلاني وتابعه أبو بكر ابن ‏العربي في أحكام القرآن والقاضي عبد الوهاب في كتاب الاشراف، قال الباقلاني: لو ‏كانت التسمية من القرآن لكان طريق إثباتها إما التواتر أو الآحاد، والأول باطل لأنه لو ‏ثبت بالتواتر كونها من القرآن لحصل العلم الضروري بذلك ولامتنع وقوع الخلاف فيه بين ‏الأمة، والثاني أيضا باطل لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فلو جعلناه طريقا إلى إثبات ‏القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية، ولصار ذلك ظنيا، ولو جاز ذلك لجاز ادعاء ‏الروافض أن القرآن دخله الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف اه وهو كلام وجيه ‏والأقيسة الاستثنائية التي طواها في كلامه واضحة لمن له ممارسة للمنطق وشرطياتها لا ‏تحتاج للاستدلال لأنها بديهية من الشريعة فلا حاجة إلى بسطها . زاد أبو بكر بن العربي ‏في أحكام القرآن فقال: يكفيك أنها ليست من القرآن الاختلاف فيها، والقرآن لا يختلف ‏فيه اه. وزاد عبد الوهاب فقال: إن رسول الله بين القرآن بيانا واحدا متساويا ولم تكن ‏عادته في بيانه مختلفة بالظهور والخفاء حتى يختص به الواحد والاثنان؛ ولذلك قطعنا بمنع ‏أن يكون شيء من القرآن لم ينقل إلينا وأبطلنا قول الرافضة إن القرآن حمل جمل عند ‏الإمام المعصوم المنتظر فلو كانت البسملة من الحمد لبينها رسول الله بيانا شافيا اه. ‏
‏ وقال ابن العربي في العارضة: إن القاضي أبا بكر بن الطيب، لم يتكلم من الفقه إلا في ‏هذه المسألة خاصة لأنها متعلقة بالأصول‎. ‎
‎ ‎


‏ وقد عارض هذا الدليل أبو حامد الغزالي في المستصفى فقال نفى كون البسملة من ‏القرآن أيضا إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف أي وهو ظاهر البطلان وإن ثبت ‏بالآحاد يصير القرآن ظنيا، قال ولا يقال إن كون شيء ليس من القرآن عدم والعدم لا ‏يحتاج إلى الإثبات لأنه الأصل بخلاف القول بأنها من القرآن، لأنا نجيب بأن هذا وإن كان ‏عدما إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهن كونها ليست من القرآن فها هنا لا ‏يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بالدليل ويأتي الكلام في أن الدليل ما هو، فثبت أن ‏الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه اه، وتبعه على ذلك الفخر الرازي في تفسيره ولا ‏يخفى أنه آل في استدلاله إلى المصادرة إذ قد صار مرجع استدلال الغزالي وفخر الدين إلى ‏رسم البسملة في المصاحف، وسنتكلم عن تحقيق ذلك عند الكلام على مدرك الشافعي. ‏وتعقب ابن رشد في بداية المجتهد كلام الباقلاني والغزالي بكلام غير محرر فلا نطيل به. ‏
‏ وأما المسلك الثاني وهو الاستدلال من الأثر فلا نجد في صحيح السنة ما يشهد بأن ‏البسملة آية من أوائل سور القرآن والأدلة ستة: الدليل الأول: ما روى مالك في الموطأ عن ‏العلاء بن عبد الرحمن إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى ‏قسمت الصلاة نصفين بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، ‏يقول العبد الحمد لله رب العالمين فأقول حمدني عبدي إلخ، والمراد في الصلاة القراءة في ‏الصلاة ووجه الدليل منه أنه لم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم. ‏
‏ الثاني: حديث أبي بن كعب في الموطأ والصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏قال له: ألا أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها قبل أن تخرج من ‏المسجد? قال: بلى، فلما قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة? قال أبي: ‏فقرآت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها، فهذا دليل على أنه لم يقرأ منها ‏البسملة. ‏
‏ الثالث: ما في صحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي عن أنس بن مالك من طرق ‏كثيرة أنه قال: صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب ‏العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم، لا في أول قراءة ولا في آخرها. ‏
‏ الرابع: حديث عائشة في صحيح مسلم وسنن أبي داود قالت: كان رسول الله يستفتح ‏الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين. ‏
‏ الخامس: ما في سنن الترمذي والنسائي عن عبد الله بن مغفل قال: صليت مع النبي وأبي ‏بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقول بسم الله الرحمن الرحيم، إذا أنت صليت ‏فقل الحمد لله رب العالمين. ‏
‏ السادس: وهو الحاسم: عمل أهل المدينة، فإن المسجد النبوي من وقت نزول الوحي إلى ‏زمن مالك، صلى فيه رسول الله والخلفاء الراشدون والأمراء وصلى وراءهم الصحابة ‏وأهل العلم ولم يسمع أحد قرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة الجهرية، وهل يقول ‏عالم ان بعض السورة جهر وبعضها سر، فقد حصل التواتر بأن النبي والخلفاء لم يجهروا بها ‏في الجهرية، فدل على أنها ليست من السورة ولو جهروا بها لما اختلف الناس فيها. ‏
‏ وهناك دليل آخر لم يذكروه هنا وهو حديث عائشة، في بدء الوحي إلى رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم، وهو معتبر مرفوعا إلى النبي، وذلك قوله ففجئه الملك فقال: اقرأ قال ‏رسول الله فقلت ما أنا بقارئ إلى أن قال فغطني الثالثة ثم قال )اقرأ باسم ربك الذي ‏خلق( الحديث. فلم يقل فقال لي بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ بسم ربك، وقد ذكروا هذا ‏في تفسير سورة العلق وفي شرح حديث بدء الوحي‏‎. ‎
‎ ‎


‏ وأما المسلك الثالث وهو الاستدلال من طريق الاستعمال العربي فيأتي القول فيه على ‏مراعاة قول القائلين بأن البسملة آية من سورة الفاتحة خاصة، وذلك يوجب أن يتكرر ‏لفظان وهما الرحمن الرحيم في كلام غير طويل ليس بينهما فصل كثير وذلك مما لا يحمد ‏في باب البلاغة، وهذا الاستدلال نقله الإمام الرازي في تفسيره وأجاب عنه بقوله: إن ‏التكرار لآجل التأكيد كثير في القرآن وإن تأكيد كونه تعالى رحمانا رحيما من أعظم ‏المهمات0 وأنا أدفع جوابه بأن التكرار وإن كانت له مواقع محمودة في الكلام البليغ مثل ‏التهويل، ومقام الرثاء أو التعديد أو التوكيد اللفظي، إلا أن الفاتحة لا مناسبة لها بأغراض ‏التكرير ولا سيما التوكيد لأنه لا منكر لكونه تعالى رحمانا رحيما، ولأن شأن التوكيد ‏اللفظي أن يقترن فيه اللفظان بلا فصل فتعين أنه تكرير اللفظ في الكلام لوجود مقتضى ‏التعبير عن مدلوله بطريق الاسم الظاهر دون الضمير، وذلك مشروط بأن يبعد ما بين ‏الكررين بعدا يقصيه عن السمع، وقد علمت أنهم عدوا في فصاحة الكلام خلوصه من ‏كثرة التكرار، والقرب بين الرحمن والرحيم حين كررا يمنع ذلك. وأجاب البيضاوي بأن ‏نكتة التكرير هنا هي تعليل استحقاق الحمد، فقال السلكوتي أشار بهذا إلى الرد على ما ‏قاله بعض الحنفية: إن البسملة لو كانت من الفاتحة للزم التكرار وهو جواب لا يستقيم ‏لأنه إذا كان التعليل قاضيا بذكر صفتي الرحمن الرحيم فدفع التكرير يقتضي تجريد البسملة ‏التي في أول الفاتحة من هاتين الصفتين بأن تصير الفاتحة هكذا )بسم الله الحمد لله الخ(. ‏
‏ وأنا أرى في الاستدلال بمسلك الذوق العربي أن يكون على مراعاة قول القائلين بكون ‏البسملة آية من كل سورة فينشأ من هذا القول أن تكون فواتح سور القرآن كلها متماثلة ‏وذلك مما لا يحمد في كلام البلغاء إذ الشأن أن يقع التفنن في الفواتح، بل قد عد علماء ‏البلاغة أهم مواضع التأنق فاتحة الكلام وخاتمته، وذكروا أن فواتح السور وخواتمها واردة ‏على أحسن وجوه البيان وأكملها فكيف يسوغ أن يدعى أن فواتح سورة جملة واحدة، ‏مع أن عامة البلغاء من الخطباء والشعراء والكتاب يتنافسون في تفنن فواتح منشآتهم ‏ويعيبون من يلتزم في كلامه طريقة واحدة فما ظنك بأبلغ الكلام. ‏
‏ وأما حجة مذهب الشافعي ومن وافقه بأنها آية من سورة الفاتحة فأمور كثيرة أنهاها فخر ‏الدين إلى سبع عشرة حجة لا يكاد يستقيم منها بعد طرح المتداخل والخارج عن محل ‏النزاع وضعيف السند أو واهية إلا أمران: أحدهما أحاديث كثيرة منها ما روى أبو هريرة ‏أن النبي عليه الصلاة والسلام قال فاتحة الكتاب سبع آيات. أولاهن بسم الله الرحمن ‏الرحيم . وقول أم سلمة: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاتحة وعد )بسم الله ‏الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين( آية. ‏
‏ الثاني: الإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله. ‏
‏ والجواب أما عن حديث أبي هريرة فهو لم يخرجه أحد من رجال الصحيح إنما خرجه ‏الطبراني وابن مردويه والبيهقي فهو نازل عن درجة الصحيح فلا يعارض الأحاديث ‏الصحيحة، وأما حديث أم سلمة فلم يخرجه من رجال الصحيح غير أبي داود وأخرجه ‏أحمد بن حنبل والبيهقي، وصحح بعض طرقه وقد طعن فيه الطحاوي بأنه رواه ابن أبي ‏مليكة، ولم يثبت سماع ابن أبي مليكة من أم سلمة، يعني أنه مقطوع، على أنه روى عنها ‏ما يخالفه، على أن شيخ الإسلام زكريا قد صرح في حاشيته على تفسير البيضاوي بأنه لم ‏يرو باللفظ المذكور وإنما روى بألفاظ تدل على أن )بسم الله( آية وحدها، فلا يؤخذ منه ‏كونها من الفاتحة، على أن هذا يفضي إلى إثبات القرآنية بغير المتواتر وهو ما يأباه ‏المسلمون. ‏
‏ وأما عن الإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله، فالجواب: أنه لا يقتضي إلا أن ‏البسملة قرآن وهذا لا نزاع فيه، وأما كون المواضع التي رسمت فيها في المصحف مما تجب ‏قراءتها فيها، فذلك أمر يتبع رواية القراء وأخبار السنة الصحيحة فيعود إلى الأدلة السابقة‎. ‎
‎ ‎


‏ وهذا كله بناء على تسليم أن الصحابة لم يكتبوا أسماء السور وكونها مكية أو مدنية في ‏المصحف وأن ذلك من صنع المتأخرين وهو صريح كلام عبد الحكيم في حاشية ‏البيضاوي، وأما إذا ثبت أن بعض السلف كتبوا ذلك كما هو ظاهر كلام المفسرين ‏والأصوليين والقراء كما في لطائف الإشارات للقسطلاني وهو مقتضى كتابة المتأخرين ‏لذلك لأنهم ما كانوا يجرأون على الزيادة على ما فعله السلف فالاحتجاج حينئذ بالكتابة ‏باطل من أصله ودعوى كون أسماء السور كتبت بلون مخالف لحبر القرآن، يرده أن ‏المشاهد في مصاحف السلف أن حبرها بلون واحد ولم يكن التلوين فاشيا. ‏
‏ وقد احتج بعضهم بما رواه البخاري عن أنس أنه سئل كيف كانت قراءة النبي، فقال: ‏كانت مدا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم، اه. ولا ‏حجة في هذا لأن ضمير قرأ وضمير يمد عائدان إلى أنس، وإنما جاء بالبسملة على وجه ‏التمثيل لكيفية القراءة لشهرة البسملة. ‏
‏ وحجة عبد الله بن المبارك وثاني قولي الشافعي، ما رواه مسلم عن أنس، قال بينا رسول ‏الله بين أظهرنا ذات يوم إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسما فقلنا ما أضحكك يا رسول ‏الله، قال أنزلت على سورة آنفا فقرأ )بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر( ‏السورة، قالوا وللإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله ولإثبات الصحابة إياها في ‏المصاحف مع حرصهم على أن لا يدخلوا في القرآن ما ليس منه ولذلك لم يكتبوا آمين ‏في الفاتحة. والجواب عن الحديث أنا نمنع أن يكون قرأ البسملة على أنها من السورة بل ‏افتتح بها عند إرادة القراءة لأنها تغني عن الاستعاذة إذا نوى المبسمل تقدير أستعيذ باسم ‏الله وحذف متعلق الفعل، ويتعين حمله على نحو هذا لأن راويه أنسا بن مالك جزم في ‏حديثه الآخر أنه لم يسمع رسول الله بسمل في الصلاة. ‏
‏ فإن أبوا تأويله بما تأولناه لزم اضطراب أنس في روايته اضطرابا يوجب سقوطها. ‏
‏ والحق البين في أمر البسملة في أوائل السور، أنها كتبت للفصل بين السور ليكون الفصل ‏مناسبا لابتداء المصحف، ولئلا يكون بلفظ من غير القرآن، وقد روى أبو داود في سننه ‏والترمذي وصححه عن ابن عباس أنه قال. قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم ‏إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال ولم ‏تكتبوا بينهما سطرا بسم الله الرحمن الرحيم ، قال عثمان كان النبي لما تنزل عليه الآيات ‏فيدعو بعض من كان يكتب له ويقول له ضع هذه الآية بالسورة التي يذكر فيها كذا ‏وكذا، أو تنزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه ‏بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض ‏رسول الله ولم يبين لنا أنها منها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطوال ولم ‏أكتب بينهما سطرا بسم الله الرحمن الرحيم . ‏
‏ وأرى في هذا دلالة بينة على أن البسملة لم تكتب بين السور غير الأنفال وبراءة إلا حين ‏جمع القرآن في مصحف واحد زمن عثمان، وأنها لم تكن مكتوبة في أوائل السور في ‏الصحف التي جمعها زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر إذ كانت لكل سورة صحيفة مفردة ‏كما تقدم في المقدمة الثامنة من مقدمات هذا التفسير‎. ‎
‎ ‎


‏ وعلى أن البسملة مختلف في كونها آية من أول كل سورة غير براءة، أو آية من أول ‏سورة الفاتحة فقط، أو ليست بآية من أول شيء من السور؛ فإن القراء اتفقوا على قراءة ‏البسملة عند الشروع في قراءة سورة من أولها غير براءة. ورووا ذلك عمن تلقوا، فأما ‏الذين منهم يروون اجتهادا أو تقليدا أن البسملة آية من أول كل سورة غير براءة، فأمرهم ‏ظاهر، وقراءة البسملة في أوائل السور واجبة عندهم لا محالة في الصلاة وغيرها، وأما ‏الذين لا يروون البسملة آية من أوائل السور كلها أو ما عدا الفاتحة فإن قراءتهم البسملة ‏في أول السورة عند الشروع في قراءة سورة غير مسبوقة بقراءة سورة قبلها تعلل بالتيمن ‏باقتفاء أثر كتاب المصحف، أي قصد التشبه في مجرد ابتداء فعل تشبيها لابتداء القراءة ‏بابتداء الكتابة. فتكون قراءتهم البسملة أمرا مستحبا للتأسي في القراءة بما فعله الصحابة ‏الكاتبون للمصحف، فقراءة البسملة عند هؤلاء نظير النطق بالاستعاذة ونظير التهليل ‏والتكبير بين بعض السور من آخر المفصل، ولا يبسملون في قراءة الصلاة الفريضة، ‏وهؤلاء إذا قرأوا في صلاة الفريضة تجري قراءتهم على ما انتهى إليه فهمهم من أمر البسملة ‏من اجتهاد أو تقليد. وبهذا تعلم أنه لا ينبغي أن يؤخذ من قراءتهم قول لهم بأن البسملة آية ‏من أول كل سورة كما فعل صاحب الكشاف والبيضاوي. ‏
‏ واختلفوا في قراءة البسملة في غير الشروع في قراءة سورة من أولها، أي في قراءة البسملة ‏بين السورتين. ‏
‏ فورش عن نافع في أشهر الروايات عنه وابن عامر، وأبو عمرو، وحمزة، ويعقوب، ‏وخلف، لا يبسملون بين السورتين وذلك يعلل بأن التشبه بفعل كتاب المصحف خاص ‏بالابتداء، وبحملهم رسم البسملة في المصحف على أنه علامة على ابتداء السورة لا على ‏الفصل، إذ لو كانت البسملة علامة على الفصل بين السورة والتي تليها لما كتبت في أول ‏سورة الفاتحة، فكان صنيعهم وجيها لأنهم جمعوا بين ما رووه عن سلفهم وبين دليل قصد ‏التيمن، ودليل رأيهم أن البسملة ليست آية من أول كل سورة. ‏
‏ وقالون عن نافع وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر يبسملون بين السورتين سوى ‏ما بين الأنفال وبراءة، وعدوه من سنة القراءة، وليس حظهم في ذلك إلا اتباع سلفهم، إذ ‏ليس جميعهم من أهل الاجتهاد، ولعلهم طردوا قصد التيمن بمشابهة كتاب المصحف في ‏الإشعار بابتداء السورة والإشعار بانتهاء التي قبلها. ‏
‏ واتفق المسلمون على ترك البسملة في أول سورة براءة وقد تبين وجه ذلك آنفا، ووجهه ‏الأئمة بوجوه أخر تأتى في أول سورة براءة، وذكر الجاحظ في البيان والتبيين أن مؤرجا ‏السدوسي البصري سمع رجلا يقول أمير المؤمنين يرد على المظلوم فرجع مؤرج إلى ‏مصحفه فرد على براءة بسم الله الرحمن الرحيم، ويحمل هذا الذي صنعه مؤرج إن صح ‏عنه إنما هو على التمليح والهزل وليس على الجد‎. ‎
‎ ‎


‏ وفي هذا ما يدل على أن اختلاف مذاهب القراء في قراءة البسملة في مواضع من القرآن ‏ابتداء ووصلا كما تقدم لا أثر له في الاختلاف في حكم قراءتها في الصلاة، فإن قراءتها في ‏الصلاة تجري على إحكام النظر في الأدلة وليست مذاهب القراء بمعدودة من أدلة الفقه، ‏وإنما قراءاتهم روايات وسنة متبعة في قراءة القرآن دون استناد إلى اعتبار أحكام رواية ‏القرآن من تواتر ودونه، ولا إلى وجوب واستحباب وتخيير، فالقارئ يقرأ كما روى عن ‏معلميه ولا ينظر في حكم ما يقرأه من لزوم كونه كما قرأ أو عدم اللزوم، تجري أعمالهم ‏في صلاتهم على نزعاتهم في الفقه من اجتهاد وتقليد، ويوضح غلط من ظن أن خلاف ‏الفقهاء في إثبات البسملة وعدمه مبني على خلاف القراء، كما يوضح تسامح صاحب ‏الكشاف في عده مذاهب القراء في نسق مذاهب الفقهاء. وإنما اختلف المجتهدون لأجل ‏الأدلة التي تقدم بيانها، وأما الموافقة بينهم وبين قراء أمصارهم غالبا في هاته المسألة فسببه ‏شيوع القول بين أهل ذلك العصر بما قال به فقهاؤه في المسائل، أو شيوع الأدلة التي ‏تلقاها المجتهدون من مشايخهم بين أهل ذلك العصر ولو من قبل ظهور المجتهد مثل سبق ‏نافع بن أبي نعيم إلى عدم ذكر البسملة قبل أن يقول مالك بعدم جزئيتها؛ لأن مالكا تلقى ‏أدلة نفي الجزئية عن علماء المدينة وعنهم أو عن شيوخهم تلقى نافع بن أبي نعيم. وإذ قد ‏كنا قد تقلدنا مذهب مالك واطمأننا لمداركه في انتفاء كون البسملة آية من أول سورة ‏البقرة كان حقا علينا أن لا نتعرض لتفسيرها هنا وأن نرجئه إلى الكلام على قوله تعالى في ‏سورة النمل )إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم( غير أننا لما وجدنا من سلفنا ‏من المفسرين كلهم لم يهملوا الكلام على البسملة في هذا الموضع اقتفينا أثرهم إذ صار ‏ذلك مصطلح المفسرين. ‏
‏ واعلم أن متعلق المجرور في بسم الله محذوف تقديره هنا أقرأ، وسبب حذف متعلق المجرور ‏أن البسملة سنت عند ابتداء الأعمال الصالحة فحذف متعلق المجرور فيها حذفا ملتزما ‏إيجازا اعتمادا على القرينة، وقد حكى القرآن قول سحرة فرعون عند شروعهم في السحر ‏بقوله )فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون( وذكر صاحب الكشاف أن أهل ‏الجاهلية كانوا يقولون في ابتداء أعمالهم باسم اللات باسم العزى فالمجرور ظرف لغو ‏معمول للفعل المحذوف ومتعلق به وليس ظرفا مستقرا مثل الظروف التي تقع أخبارا، ‏ودليل المتعلق ينبئ عنه العمل الذي شرع فيه فتعين أن يكون فعلا خاصا من النوع الدال ‏على معنى العمل المشروع فيه دون المتعلق العام مثل: أبتدئ، لأن القرينة الدالة على المتعلق ‏هي الفعل المشروع فيه المبدوء بالبسملة، فتعين أن يكون المقدر اللفظ الدال على ذلك ‏الفعل، ولا يجري في هذا الخلاف الواقع بين النحاة في كون متعلق الظروف هل يقدر اسما ‏نحو كائن أو مستقر أم فعلا نحو كان أو استقر لأن ذلك الخلاف في الظروف الواقعة ‏أخبارا أو أحوالا بناء على تعارض مقتضى تقدير الاسم وهو كونه الأصل في الأخبار ‏والحالية، ومقتضى تقدير الفعل وهو كونه الأصل في العمل لأن ما هنا ظرف لغو، ‏والأصل فيه أن يعدي الأفعال ويتعلق بها، ولأن مقصد المبتدئ بالبسملة أن يكون جميع ‏عمله ذلك مقارنا لبركة اسم الله تعالى فلذلك ناسب أن يقدر متعلق الجار لفظا دالا على ‏الفعل المشروع فيه، وهو أنسب لتعميم التيمن لأجزاء الفعل، فالابتداء من هذه الجهة أقل ‏عموما، فتقدير الفعل العام يخصص وتقدير الفعل الخاص يعمم وهذا يشبه أن يلغز به. ‏وهذا التقدير من المقدرات التي دلت عليها القرائن كقول الداعي للمعرس بالرفاء والبنين ‏‏ وقول المسافر عند حلوله وترحاله باسم الله والبركات وقول نساء العرب عندما يزففن ‏العروس باليمن والبركة وعلى الطائر الميمون ولذلك كان تقدير الفعل هاهنا واضحا. ‏وقد أسعف هذا الحذف بفائدة وهي صلوحية البسملة ليبتدئ بها كل شارع في فعل فلا ‏يلجأ إلى مخالفة لفظ القرآن عند اقتباسه، والحذف هنا من قبيل الإيجاز لأنه حذف ما قد ‏يصرح به في الكلام، بخلاف متعلقات الظروف المستقرة نحو: عندك خير، فإنهم لا ‏يظهرون المتعلق فلا يقولون: خير كائن عندك، ولذلك عدوا نحو قوله: فإنك كالليل ‏الذي هو مدركي‎ ‎


‏ من المساواة دون الإيجاز يعني مع ما فيه من حذف المتعلق . وإذ قد كان المتعلق محذوفا ‏تعين أن يقدر في موضعه متقدما على المتعلق به كما هو أصل الكلام؛ إذ لا قصد هنا ‏لإفادة البسملة الحصر، ودعوى صاحب الكشاف تقديره مؤخرا تعمق غير مقبول، لا ‏سيما عند حالة الحذف، فالأنسب أن يقدر على حسب الأصل. ‏
‏ والباء باء الملابسة، هي المصاحبة، وهي الإلصاق أيضا فهذه مترادفات في الدلالة على هذا ‏المعنى وهي كما في قوله تعالى )تنبت بالدهن( وقولهم بالرفاء والبنين وهذا المعنى هو اكثر ‏معاني الباء وأشهرها، قال سيبويه: الإلصاق لا يفارق الباء وإليه ترجع تصاريف معانيها ‏ولذلك قال صاحب الكشاف وهذا الوجه أي الملابسة أعرب وأحسن أي أحسن من ‏جعل الباء للآلة أي أدخل في العربية وأحسن لما فيه من زيادة التبرك بملابسة جميع أجزاء ‏الفعل لاسمه تعالى. ‏
‏ والاسم لفظ جعل دالا على ذات حسية أو معنوية بشخصها أو نوعها. وجعله أئمة ‏البصرة مشتقا من السمو وهو الرفعة لأنها تتحقق في إطلاقات الاسم ولو بتأويل فإن أصل ‏الاسم في كلام العرب هو العلم ولا توضع الأعلام إلا لشيء مهتم به، وهذا اعتداد ‏بالأصل والغالب، وإلا فقد توضع الأعلام لغير ما يهتم به كما قالوا فجار علم للفجرة. ‏فأصل صيغته عند البصريين من الناقص الواوي فهو إما سمو بوزن حمل، أو سمو بوزن قفل ‏فحذفت اللام حذفا لمجرد التخفيف أو لكثرة الاستعمال ولذلك جرى الإعراب على ‏الحرف الباقي، لأنه لو حذفت لامه لعلة صرفية لكان الإعراب مقدر على الحرف المحذوف ‏كما في نحو قاض وجوار، فلما جرى الأعراب على الحرف الباقي الذي كان ساكنا نقلوا ‏سكونه للمتحرك وهو أول الكلمة وجلبوا همزة الوصل للنطق بالساكن؛ إذ العرب لا ‏تستحسن الابتداء بحرف ساكن لابتناء لغتهم على التخفيف، وقد قضوا باجتلاب الهمزة ‏وطرا ثانيا من التخفيف وهو عود الكلمة إلى الثلاثي لأن الأسماء التي تبقى بالحذف على ‏حرفين كيد ودم لا تخلو من ثقل، وفي هذا دليل على أن الهمزة لم تجتلب لتعويض الحرف ‏المحذوف وإلا لاجتلبوها في يد ودم وغد. ‏
‏ وقد احتجوا على أن أصله كذلك بجمعه على أسماء بوزن أفعال، فظهرت في آخره همزة ‏وهي منقلبة عن الواو المتطرفة إثر ألف الجمع، وبأنه جمع على أسامي وهو جمع الجمع ‏بوزن أفاعيل بإدغام ياء الجمع في لام الكلمة ويجوز تخفيفها كما في أثافي وأماني، وبأنه ‏صغر على سمي. وأن الفعل منه سميت، وهي حجج بينة على أن أصله من الناقص الواوي. ‏وبأنه يقال سمى كهدى؛ لأنهم صاغوه على فعل كرطب فتنقلب الواو المتحركة ألفا إثر ‏الفتحة وأنشدوا على ذلك قول أبي خالد القناني الراجز‎: ‎والله أسماك سمى مباركا‎ ‎آثرك الله ‏به إيثـاركـا‎ ‎


‏ وقال ابن يعيش: لا حجة فيه لاحتمال كونه لغة من قال سم والنصب فيه نصب إعراب ‏لا نصب الإعلال، ورده عبد الحكيم بأن كتابته بالإمالة تدل على خلاف ذلك. وعندي ‏فيه أن الكتابة لا تتعلق بها الرواية فلعل الذين كتبوه بالياء هم الذين ظنوه مقصورا، على ‏أن قياسها الكتابة بالألف مطلقا لأنه واوي إلا إذا أريد عدم التباس الألف بألف النصب. ‏ورأى البصريين أرجح من ناحية تصاريف هذا اللفظ. وذهب الكوفيون إلى أن أصله وسم ‏بكسر الواو لأنه من السمة وهي العلامة، فحذفت الواو وعوضت عنها همزة الوصل ليبقى ‏على ثلاثة أحرف ثم يتوسل بذلك إلى تخفيفه في الوصل، وكأنهم رأوا أن لا وجه لاشتقاقه ‏من السمو لأنه قد يستعمل لأشياء غير سامية وقد علمت وجه الجواب، ورأى الكوفيين ‏أرجح من جانب الاشتقاق دون التصريف، على أن همزة الوصل لم يعهد دخولها على ما ‏حذف صدره. وردوا استدلال البصريين بتصاريفه بأنها يحتمل أن تكون تلك التصاريف ‏من القلب المكاني بأن يكون أصل اسم وسم، ثم نقلت الواو التي هي فاء الكلمة فجعلت ‏لاما ليتوسل بذلك إلى حذفها ورد في تصرفاته في الموضع الذي حذف منه لأنه تنوسي ‏أصله، وأجيب عن ذلك بأن هذا بعيد لأنه خلاف الأصل وبأن القلب لا يلزم الكلمة في ‏سائر تصاريفها وإلا لما عرف أصل تلك الكلمة. وقد اتفق علماء اللغة على أن التصاريف ‏هي التي يعرف بها الزائد من الأصلي والمنقلب من غيره. وزعم ابن حزم في كتاب الملل ‏والنحل أن كلا قولي البصريين والكوفيين فاسد افتعله النحاة ولم يصح عن العرب وأن ‏لفظ الاسم غير مشتق بل هو جامد وتطاول ببذاءته عليهم وهي جرأة عجيبة، وقد قال ‏تعالى )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(. ‏
‏ وإنما أقحم لفظ اسم مضافا إلى علم الجلالة إذ قيل: بسم الله، ولم يقل بالله لأن المقصود ‏أن يكون الفعل المشروع فيه من شؤون أهل التوحيد الموسومة باسم الإله الواحد فلذلك ‏تقحم كلمة اسم في كل ما كان على هذا المقصد كالتسمية على النسك قال تعالى )فكلوا ‏مما ذكر اسم الله عليه( وقال )وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه( وكالأفعال التي ‏يقصد بها التيمن والتبرك وحصول المعونة مثل )اقرأ باسم ربك( فاسم الله هو الذي تمكن ‏مقارنته للأفعال لا ذاته، ففي مثل هذا لا يحسن أن يقال بالله لأنه حينئذ يكون المعنى أنه ‏يستمد من الله تيسيرا وتصرفا من تصرفات قدرته وليس ذلك هو المقصود بالشروع، ‏فقوله تعالى )فسبح باسم ربك العظيم( أمر بأن يقول سبحان الله، وقوله )وسبحه( أمر ‏بتنزيه ذاته وصفاته عن النقائص، فاستعمال لفظ الاسم في هذا بمنزلة استعمال سمات الإبل ‏عند القبائل، وبمنزلة استعمال القبائل شعار تعارفهم، واستعمال الجيوش شعارهم المصطلح ‏عليه. والخلاصة أن كل مقام يقصد فيه التيمن والانتساب إلى الرب الواحد الواجب ‏الوجود يعدى فيه الفعل إلى لفظ اسم الله كقوله )وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ‏ومرساها( وفي الحديث في دعاء الاضطجاع باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه ‏وكذلك المقام الذي يقصد فيه ذكر اسم الله تعالى كقوله تعالى )فسبح باسم ربك العظيم( ‏أي قل سبحان الله )سبح اسم ربك الأعلى( وكل مقام يقصد فيه طلب التيسير والعون ‏من الله تعالى يعدى الفعل المسؤول إلى علم الذات باعتبار ما له من صفات الخلق ‏والتكوين كما في قوله تعالى )فاسجد له( وقوله في الحديث اللهم بك نصبح وبك نمسي ‏‏ أي بقدرتك ومشيئتك وكذلك المقام الذي يقصد فيه توجه الفعل إلى الله تعالى كقوله ‏تعالى )فاسجد له( )وسبحه( أي نزه ذاته وحقيقته عن النقائص. فمعنى بسم الله الرحمن ‏الرحيم اقرأ قراءة ملابسه لبركة هذا الاسم المبارك. ‏
‏ هذا وقد ورد في استعمال العرب توسعات في إطلاق لفظ الاسم مرة يعنون به ما يرادف ‏المسمى كقول النابغة‎: ‎نبئت زرعة والسفاهة كاسمها‎ ‎يهدي إلى غرائب الأشعـار يعني أن ‏السفاهة هي هي لا تعرف للناس بأكثر من اسمها وهو قريب من استعمال اسم الإشارة في ‏قوله تعالى )وكذلك جعلناكم أمة وسطا(، أي مثل ذلك الجعل الواضح الشهير ويطلقون ‏الاسم مقحما زائدا كما في قول لبيد: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما يعني ثم السلام ‏عليكما وليس هذا خاصا بلفظ الاسم بل يجيء فيما يرادفه مثل الكلمة في قوله تعالى ‏‏)وألزمهم كلمة التقوى( وكذلك لفظ في قول بشار هاجيا‎: ‎


‎ ‎وكذاك، كان أبوك يؤثر بالهنى‎ ‎ويظل في لفظ الندى يتـردد وقد يطلق الاسم وما في ‏معناه كناية عن وجود المسمى، ومنه قوله تعالى )وجعلوا لله شركاء قل سموهم( والأمر ‏للتعجيز أي أثبتوا وجودهم ووضع أسماء لهم. فهذه إطلاقات أخرى ليس ذكر اسم الله في ‏البسملة من قبيلها، وإنما نبهنا عليها لأن بعض المفسرين خلط بها في تفسير البسملة، ‏ذكرتها هنا توضيحا ليكون نظركم فيها فسيحا فشدوا بها يدا. ولا تتبعوا طرائق قددا وقد ‏تكلموا على ملحظ تطويل الباء في رسم البسملة بكلام كله غير مقنع، والذي يظهر لي أن ‏الصحابة لما كتبوا المصحف طولوها في سورة النمل للإشارة إلى أنها مبدأ كتاب سليمان ‏فهي من المحكي، فلما جعلوها علامة على فواتح السور نقلوها برسمها، وتطويل الباء فيها ‏صالح لاتخاذه قدوة في ابتداء الغرض الجديد من الكلام بحرف غليظ أو ملون. ‏
‏ والكلام على اسم الجلالة ووصفه يأتي بتفسير قوله تعالى )الحمد لله رب العالمين الرحمن ‏الرحيم(. ‏
‏ ومناسبة الجمع في البسملة بين علم الجلالة وبين صفتي الرحمن الرحيم، قال البيضاوي إن ‏المسمى إذا قصد الاستعانة بالمعبود الحق الموصوف بأنه مولي النعم كلها جليلها ودقيقها ‏يذكر علم الذات إشارة إلى استحقاقه أن يستعان به بالذات، ثم يذكر وصف الرحمن ‏إشارة إلى أن الاستعانة على الأعمال الصالحة وهي نعم، وذكر الرحيم للوجوه التي ‏سنذكرها في عطف صفة الرحيم على صفة الرحمن. ‏
‏ وقال الأستاذ الإمام محمد عبده: إن النصارى كانوا يبتدئون أدعيتهم ونحوها باسم الأب ‏والابن والروح القدس إشارة إلى الأقانيم الثلاثة عندهم، فجاءت فاتحة كتاب الإسلام ‏بالرد عليهم موقظة لهم بأن الإله الواحد وإن تعددت أسماؤه فإنما هو تعدد الأوصاف دون ‏تعدد المسميات، يعني فهو رد عليهم بتغليط وتبليد. وإذا صح أن فواتح النصارى وأدعيتهم ‏كانت تشتمل على ذلك إذ الناقل أمين فهي نكتة لطيفة. ‏
‏ وعندي أن البسملة كان ما يرادفها قد جرى على ألسنة الأنبياء من عهد إبراهيم عليه ‏السلام فهي من كلام الحنيفية، فقد حكى الله عن إبراهيم أنه قال لأبيه )يا أبت إني أخاف ‏أن يمسك عذاب من الرحمن(، وقال )سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا( ومعنى الحفي ‏قريب من معنى الرحيم. وحكى عنه قوله )وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم(. وورد ‏ذكر مرادفها في كتاب سليمان إلى ملكة سبأ )إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ‏ألا تعلوا على وأتوني مسلمين(. والمظنون أن سليمان افتدى في افتتاح كتابه بالبسملة بسنة ‏موروثة من عهد إبراهيم كلمة باقية في وارثي نبوته، وان الله أحيا هذه السنة في الإسلام ‏في جملة ما أحي له من الحنيفية كما قال تعالى )ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من ‏قبل. ‏


عدل سابقا من قبل amy في 2011-09-18, 03:50 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amy
مديرة
مديرة
amy


انثى عدد المساهمات : 381

كم نقطة لديك : 17022
السٌّمعَة : 128
تاريخ الميلاد : 11/07/1998
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
العمر : 25

بطاقتك يا حلوة
♥|أَلْقابِكِــــــــــــــ:

 تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم)    تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم) Empty2011-09-18, 03:50

ابن كثير

‏(بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على ‏أنها بعض آية من سورة النمل ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل ‏سورة أو من أول كل سورة كتبت في أولها أو أنها بعض آية من كل سورة ‏أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها أو أنها إنما كتبت للفصل لا أنها آية ‏على أقوال للعلماء سلفاً وخلفاً وذلك مبسوط في غير هذا الموضع, وفي ‏سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه {بسم الله ‏الرحمن الرحيم} وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدركه ‏أيضاً وروي مرسلاً عن سعيد بن جبير وفي صحيح ابن خزيمة عن أم ‏سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في ‏أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية لكنه من رواية عمر بن هارون البلخي ‏وفيه ضعف عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عنها, وروى له الدارقطني ‏متابعاً عن أبي هريرة مرفوعاً وروي مثله عن علي وابن عباس وغيرهما, ‏وممن حكى عنه أنها آية من كل سورة إلا براءة ابن عباس وابن عمر وابن ‏الزبير وأبو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ‏ومكحول والزهري وبه يقول عبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل ‏في رواية عنه وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام رحمهم الله ‏وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما ليست من آية من الفاتحة ولا من غيرها ‏من السور وقال الشافعي في قوله في بعض طرق مذهبه هي آية من الفاتحة ‏وليس من غيرها وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة وهما غريبان. ‏وقال داود هي آية مستقلة في أول كل سورة لا منها, وهذا رواية عن الإمام ‏أحمد بن حنبل وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي, وهما من ‏أكابر أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله. هذا ما يتعلق بكونها آية من الفاتحة أم ‏لا.‏
‎ ‎فأما الجهر بها فمفرع على هذا, فمن رأى أنها ليست من الفاتحة فلا يجهر ‏بها وكذا من قال إنها آية من أولها, وأما من قال بأنها من أوائل السور ‏فاختلفوا فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة ‏وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفاً وخلفاً ‏فجهر بها من الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وحكاه ‏ابن عبد البر والبيهقي عن عمر وعلي ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة ‏وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهو غريب, ومن التابعين عن سعيد بن ‏جبير وعكرمة وأبي قلابة والزهري وعلي بن الحسن وابنه محمد وسعيد ‏بن المسيب وعطاء وطاوس ومجاهد وسالم ومحمد بن كعب القرظي وأبي ‏بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبي وائل وابن سيرين ومحمد بن المنكدر ‏وعلي بن عبد الله بن عباس وابنه محمد ونافع مولى ابن عمرو وزيد بن ‏أسلم وعمر بن عبد العزيز والأزرق بن قيس وحبيب بن أبي ثابت وأبي ‏الشعثاء ومكحول وعبد الله بن معقل بن مقرن زاد البيهقي وعبد الله بن ‏صفوان ومحمد بن الحنفية زاد ابن عبد البر وعمر بن دينار والحجة في ‏ذلك أنها بعض الفاتحة فيجهر بها كسائر أبعاضها وأيضاً فقد روى النسائي ‏في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في مستدركه عن ‏أبي هريرة أنه صلى فجهر في قراءته بالبسلمة وقال بعد أن فرغ: إني ‏لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وصححه الدارقطني ‏والخطيب والبيهقي وغيرهم وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم ‏قال الترمذي: وليس إسناده بذاك. وقد رواه الحاكم في مستدركه عن ابن ‏عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن ‏الرحيم ثم قال صحيح, وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه سئل عن ‏قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت قراءته مدّاً ثم قرأ ببسم الله ‏الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. وفي مسند الإمام ‏أحمد وسنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم عن أم سلمة ‏رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: ‏‏{بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم * مالك ‏يوم الدين} وقال الدارقطني إسناده صحيح. وروى الإمام أبو عبد الله ‏الشافعي والحاكم في مستدركه عن أنس أن معاوية صلى بالمدينة فترك ‏البسملة فأنكر عليه من حضره من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية ‏بسمل. وفي هذه الأحاديث والاَثار التي أوردناها كفاية ومقنع في الاحتجاج ‏لهذا القول عما عداها. فأما المعارضات والروايات الغربية وتطريقها ‏وتعليلها وتضعيفها وتقريرها فله موضع آخر وذهب آخرون أنه لا يجهر ‏بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل ‏وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد ‏بن حنبل. وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهراً ولا سراً ‏واحتجوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال كان رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب ‏العالمين وبما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي ‏صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله ‏رب العالمين, ولمسلم ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ‏ولا في آخرها, ونحوه في السنن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. فهذه ‏مآخذ الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة وهي قريبة لأنهم أجمعوا على ‏صحة من جهر بالبسملة ومن أسر ولله الحمد والمنة.‏

فصل في فضلها
‎ ‎قال الإمام العالم الحبر العابد أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه ‏الله في تفسيره حدثنا أبي حدثنا جعفر بن مسافر حدثنا زيد بن المبارك ‏الصنعاني حدثنا سلام بن وهب الجندي حدثنا أبي عن طاوس عن ابن ‏عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {بسم ‏الله الرحمن الرحيم} ؟ فقال: «هو اسم من أسماء الله وما بينه وبين اسم الله ‏الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب» وهكذا رواه أبو بكر ‏بن مردويه عن سليمان بن أحمد عن علي بن المبارك عن زيد بن المبارك ‏به, وقد روى الحافظ بن مردويه من طريقين عن إسماعيل بن عياش عن ‏إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: «إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى ‏الكتّاب ليعلمه, فقال له المعلم: اكتب فقال, ما أكتب ؟ قال بسم الله, قال له ‏عيسى: وما بسم الله ؟ قال المعلم, ما أدري, قال له عيسى: الباء بهاء الله, ‏والسين سناؤه, والميم مملكته, والله إله الاَلهة, والرحمن رحمن الدنيا ‏والاَخرة, والرحيم رحيم الاَخرة» وقد رواه ابن جرير من حديث ابراهيم بن ‏العلاء الملقب زبرِيق عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ‏ابن أبي مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود ومسعر عن عطية عن أبي سعيد ‏عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره, وهذا غريب جداً, وقد يكون ‏صحيحاً إلى من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد يكون من ‏الإسرائيليات لا من المرفوعات والله أعلم. وقد روى جويبر عن الضحاك ‏نحوه من قبله, وقد روى ابن مردويه من حديث يزيد بن خالد عن سليمان ‏بن بريدة وفي رواية عن عبد الكريم أبي أمية عن ابن بريدة عن أبيه أن ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت علي آية لم تنزل على نبي ‏غير سليمان بن دواد وغيري وهي {بسم الله الرحمن الرحيم}, وروي ‏بإسناده عن عبد الكريم بن المعافى بن عمران عن أبيه عن عمر بن ذر عن ‏عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال: لما نزل {بسم الله الرحمن ‏الرحيم} هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح, وهاج البحر وأصغت ‏البهائم بآذانها, ورجمت الشياطين من السماء, وحلف الله تعالى بعزته ‏وجلاله أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه. وقال وكيع عن الأعمش ‏عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة ‏عشر فليقرا {بسم الله الرحمن الرحيم} فيجعل الله له من كل حرف منها ‏جنة من كل واحد. ذكره ابن عطية والقرطبي ووجهه ابن عطية ونصره ‏بحديث «لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها» لقول الرجل ربنا ولك ‏الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, من أجل أنها بضعة وثلاثون حرفاً وغير ‏ذلك. وقال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا ‏شعبة عن عاصم قال: سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي صلى الله ‏عليه وسلم قال عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم. فقلت تعس الشيطان فقال ‏النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقل تعس الشيطان, فإنك إذا قلت تعس ‏الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته, وإذا قلت باسم الله تصاغر حتى يصير ‏مثل الذباب» هكذا وقع في رواية الإمام أحمد, وقد روى النسائي في اليوم ‏والليلة وابن مردويه في تفيسره من حديث خالد الحذاء عن أبي تميمة وهو ‏الهجيمي عن أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه قال: كنت رديف النبي ‏صلى الله عليه وسلم فذكره وقال: «لا تقل هكذا فإنه يتعاظم حتى يكون ‏كالبيت, ولكن قل بسم الله فإنه يصغر حتى يكون كالذبابة» فهذا من تأثير ‏بركة بسم الله, ولهذا تستحب في أول كل عمل وقول, فتستحب في أول ‏الخطبة لما جاء «كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم» ‏وتستحب البسملة عند دخول الخلاء لما ورد من الحديث في ذلك وتستحب ‏في أول الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد والسنن من رواية أبي ‏هريرة وسعيد بن زيد وأبي سعيد مرفوعاً «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله ‏عليه» وهو حديث حسن ومن العلماء من أوجبها عند الذكر ههنا ومنهم من ‏قال بوجوبها مطلقاً وكذا تستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي وجماعة, ‏وأوجبها آخرون عند الذكر ومطلقاً في قول بعضهم كما سيأتي بيانه في ‏موضعه إن شاء الله, وقد ذكره الرازي في تفسيره في فضل البسملة أحاديث ‏منها عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيت أهلك ‏فسم الله فإنه إن وجد لك ولد كتب بعدد أنفاسه وأنفاس ذريته حسنات» وهذا ‏لا أصل له ولا رأيته في شيء من الكتب المعتمد عليها ولا غيرها, وهكذا ‏تستحب عند الأكل لما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: «قل بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» ‏ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه وكذلك تستحب عند الجماع لما في ‏الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن ‏أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب ‏الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً».‏
‎ ‎ومن ههنا ينكشف لك أن القولين عند النحاة في تقدير المتعلق بالباء في ‏قولك بسم الله هل هو اسم أو فعل متقاربان, وكل قد ورد به القرآن, أما من ‏قدره بسم تقديره بسم الله ابتدائي فلقوله تعالى: {وقال اركبوا فيهم بسم الله ‏مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} ومن قدره‎ ‎بالفعل أمراً أو خبراً ‏نحو أبدأ بسم الله او ابتدأت باسم الله فلقوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي ‏خلق} وكلاهما صحيح فإن الفعل لا بد له من مصدر فلك أن تقدر الفعل ‏ومصدره وذلك بحسب الفعل الذي سميت قبله إن كان قياماً أو قعوداً أو أكلاً ‏أو شراباً أو قراءة أو وضوءاً أو صلاة فالمشروع ذكر اسم الله في الشروع ‏في ذلك كله تبركاً وتيمناً واستعانة على الإتمام والتقبل والله أعلم, ولهذا ‏روى ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث بشر بن عمارة عن أبي روق عن ‏الضحاك عن ابن عباس قال: إن أول ما نزل به جبريل على محمد صلى الله ‏عليه وسلم قال: «يا محمد قل: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ‏ثم قال: قل {بسم الله الرحمن الرحيم} قال: قال له جبريل بسم الله يا محمد ‏يقول اقرأ بذكر الله ربك وقم واقعد بذكر الله تعالى» لفظ ابن جرير.‏
‎ ‎وأما مسألة الاسم هل هو المسمى أو غيره ففيها للناس ثلاثة أقوال: أحدها ‏أن الاسم هو المسمى, وهو قول أبي عبيدة وسيبويه, واختاره الباقلاني وابن ‏فورك, وقال الرازي وهو محمد بن عمر المعروف بابن خطيب الري في ‏مقدمات تفسيره قالت الحشوية والكرامية والأشعرية: الاسم نفس المسمى ‏وغير نفس التسمية, وقالت المعتزلة الاسم غير المسمى ونفس التسمية, ‏والمختار عندنا أن الاسم غير المسمى وغير التسمية, ثم نقول إن كان ‏المراد بالاسم هذا اللفظ الذي هو أصوات متقطعة وحروف مؤلفة, فالعلم ‏الضروري حاصل أنه غير المسمى وإن كان المراد بالاسم ذات المسمى, ‏فهذا يكون من باب الإيضاح الواضحات وهوعبث, فثبت أن الخوض في ‏هذا البحث على جميع التقديرات يجري مجرى العبث, ثم شرع يستدل على ‏مغايرة الاسم للمسمى, بأنه قد يكون الاسم موجوداً والمسمى مفقوداً كلفظة ‏المعدوم وبأنه قد يكون للشيء أسماء متعددة كالمترادفة وقد يكون الاسم ‏واحداً والمسميات متعددة المشترك وذلك دال على تغاير الاسم والمسمى ‏وأيضاً فالاسم لفظ وهو عرض والمسمى قد يكون ذاتاً ممكنة أو واجبة ‏بذاتها وأيضاً فلفظ النار والثلج لو كان هو المسمى لوجد اللافظ بذلك حر ‏النار أو برد الثلج ونحو ذلك ولا يقوله عاقل وأيضاً فقد قال الله تعالى: {ولله ‏الأسماء الحسنى فادعوه بها} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة ‏وتسعين اسماً» فهذه أسماء كثيرة والمسمى واحد وهو الله تعالى وأيضاً ‏فقوله: {ولله الأسماء} أضافها إليه كما قال: {فسبح باسم ربك العظيم} ‏ونحو ذلك فالإضافة تقتضي المغايرة وقوله تعالى: {فادعوه بها} أي ‏فادعوا الله بأسمائه وذلك دليل على أنها غيره واحتج من قال الاسم هو ‏المسمى بقوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} والمتبارك هو ‏الله تعالى والجواب أن الاسم معظم لتعظيم الذات المقدسة, وأيضاً فإذا قال ‏الرجل زينب طالق يعني امرأته طلقت ولو كان الاسم غير المسمى لما وقع ‏الطلاق والجواب أن المراد أن الذات المسماة بهذا الاسم طالق. قال الرازي: ‏وأما التسمية فإنه جعل الاسم معيناً لهذه الذات فهي غير الاسم أيضاً والله ‏أعلم.‏
‎ (‎الله) علم على الرب تبارك وتعالى يقال إنه الاسم الأعظم لأنه يوصف ‏بجميع الصفات كما قال تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب ‏والشهادة هوالرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو هو الملك القدوس ‏السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * ‏هو الله الخالق البارى المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات ‏والأرض وهو العزيز الحكيم} فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له كما ‏قال تعالى: {و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها} وقال تعالى: {قل ادعوا الله ‏أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وفي الصحيحن عن ‏أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين ‏اسماً, مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة» وجاء تعدادها في رواية ‏الترمذي وابن ماجه وبين الروايتين اختلاف زيادة ونقصان وقد ذكر ‏الرازي في تفسيره عن بعضهم أن لله خمسة آلاف اسم : ألف في الكتاب ‏والسنة الصحيحة, وألف في التوارة وألف في الإنجيل, وألف في الزبور ‏وألف في اللوح المحفوظ.‏
‎ ‎وهو اسم لم يسم به غيره تبارك وتعالى ولهذا لا يعرف في كلام العرب له ‏اشتقاق من فعل يفعل فذهب من ذهب من النحاة إلى أنه اسم جامد لا اشتقاق ‏له وقد نقله القرطبي عن جماعة من العلماء منهم الشافعي والخطابي وإمام ‏الحرمين والغزالي وغيره وروى عن الخليل وسيبويه أن الألف واللام فيه ‏لازمة, قال الخطابي: ألا ترى أنك تقول ياألله ولا تقول يا الرحمن, فلولا أنه ‏من أصل الكلمة لما جاز إدخال حرف النداء على الألف واللام وقيل إنه ‏مشتق واستدلوا عليه بقول رؤبة بن العجاج:‏
‎ ‎لله در الغانيات المدّهسبحن واسترجعن من تألهي
‎ ‎فقد صرح الشاعر بلفظ المصدر وهوالتأله من أله يأله إلاهة وتألهاً كما ‏روي عن ابن عباس أنه قرأ (ويذرك وإلاهتك) قال عبادتك أي أنه كان يعبد ‏ولا يعبد وكذا قال مجاهد وغيره وقد استدل بعضهم على كونه مشتقاً بقوله ‏تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} كما قال تعالى {وهو الذي في ‏السماء إله وفي الأرض إله} ونقل سيبويه عن الخليل أن أصله إلاه مثل ‏فعال فأدخلت الاَلف واللام بدلاً من الهمزة قال سيبويه مثل الناس أصله ‏أناس وقيل أصل الكلمة لاه فدخلت الألف واللام للتنظيم وهذا اختيار ‏سيبويه: قال الشاعر: ‏
‎ ‎لاه ابن عمك لا أفضلت في حسبعني ولا أنت دياني فتخزوني
‎ ‎قال القرطبي بالخاء المعجمة أي فتسوسني, وقال الكسائي والفراء أصله ‏الإله حذفوا الهمزة وأدغموا اللام الأولى في الثانية كما قال تعالى {لكنا هو ‏الله ربي} أي لكن أنا وقد قرأها كذلك الحسن, قال القرطبي: ثم قيل هو ‏مشتق من وله إذا تحير والوله ذهاب العقل: يقال رجل‎ ‎واله وامرأة ولهى ‏ومولوهة إذا أرسل في الصحراء فالله تعالى يحير أولئك والفكر في حقائق ‏صفاته فعلى هذا يكون ولاه فأبدلت الواو همزة كما قالوا في وشاح أشاح ‏ووسادة أسادة وقال الرازي وقيل إنه مشتق من ألهت إلى فلان أي سكنت ‏إليه فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره, والأرواح لا تفرح إلا بمعرفته لأنه ‏الكامل على الإطلاق دون غيره, قال الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن ‏القلوب} قال: وقيل من لاه يلوه إذا احتجب وقيل اشتقاقه من أله الفصيل ‏أولع بأمه. والمعنى أن العباد مألوهون مولعون بالتضرع إليه في كل ‏الأحوال, قال: وقيل مشتق من أله الرجل يأله إذا فزع من أمر نزل به فألهه ‏أي أجاره فالمجير لجميع الخلائق من كل المضار هو الله سبحانه لقوله ‏تعالى: {وهو يجير ولا يجار عليه} وهو المنعم لقوله تعالى {وما بكم من ‏نعمة فمن الله} وهو المطعم لقوله تعالى: {وهو يطعم ولا يطعم} وهو ‏الموجد لقوله تعالى {قل كل من عند الله} وقد اختار الرازي أنه اسم غير ‏مشتق ألبتة, قال وهو قول الخليل وسيبويه, وأكثر الأصوليين والفقهاء ثم ‏أخذ يستدل على ذلك بوجوه منها أنه لو كان مشتقاً لاشترك في معناه ‏كثيرون, ومنها أن بقية الأسماء تذكر صفات له فتقول الله الرحمن الرحيم ‏الملك القدوس, فدل أنه ليس بمشتق قال فأما قوله تعالى {العزيز الحميد ‏الله} على قراءة الجر فجعل ذلك من باب عطف البيان, ومنها قوله تعالى ‏‏{هل تعلم له سميّاً} وفي الاستدلال بهذه على كون هذا الاسم جامداً غير ‏مشتق نظر والله أعلم.‏
‎ ‎وحكى الرازي عن بعضهم أن اسم الله تعالى عبراني لا عربي ضعفه ‏وهو حقيق بالتضعيف كما قال, وقد حكى الرازي هذا القول ثم قال وأعلم ‏أن الخلائق قسمان واصلون إلى ساحل بحر المعرفة, ومحرومون قد بقوا ‏في ظلمات الحيرة وتيه الجهالة, فكأنهم قد فقدوا عقولهم وأرواحهم, وأما ‏الواجدون فقد وصلوا إلى عرصة النور وفسحة الكبرياء والجلال فتاهوا في ‏ميادين الصمدية وبادوا في عرصة الفردانية, فثبت أن الخلائق كلهم والهون ‏في معرفته, وروي عن الخليل بن أحمد أنه قال لأن الخلق يألهون إليه بفتح ‏اللام وكسرها لغتان, وقيل إنه مشتق من الارتفاع, فكانت العرب تقول لكل ‏شيء مرتفع لاها, وكانوا يقولون إذا طلعت الشمس لاهت, وقيل إنه مشتق ‏من أله الرجل إذا تعبد وتأله إذ تنسك, وقرأ ابن عباس (ويذرك وإلاهتك) ‏وأصل ذلك الإله فحذفت الهمزة التي هي فاء الكلمة فالتقت اللام التي هي ‏عينها مع اللام الزائدة في أولها للتعريف فأدغمت إحداهما في الأخرى ‏فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشددة وفخمت تعظيماً فقيل الله.‏
‎ (‎الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, ورحمن ‏أشد مبالغة من رحيم وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على ‏هذا, وفي تفسير بعض السلف ما يدل على ذلك كما تقدم في الأثر عن ‏عيسى عليه السلام أنه قال: والرحمن: رحمن الدنيا والاَخرة, والرحيم: ‏رحيم الاَخرة, وزعم بعضهم أنه غير مشتق إذ لو كان كذلك لاتصل بذكر ‏المرحوم وقد قال {وكان بالمؤمنين رحيماً} وحكى ابن الانباري في الزاهر ‏عن المبرد أن الرحمن: اسم عبراني ليس بعربي وقال أبو إسحاق الزجاج ‏في معاني القرآن: وقال أحمد بن يحيى الرحيم عربي والرحمن عبراني ‏فلهذا جمع بينهما قال أبو إسحاق وهذا القول مرغوب عنه وقال القرطبي: ‏والدليل على أنه مشتق ما خرّجه الترمذي وصححه عن عبد الرحمن بن ‏عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «قال ‏الله تعالى أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها ‏وصلته ومن قطعها قطعته» قال: وهذا نص في الاشتقاق فلا معنى للمخالفة ‏والشقاق, قال وإنكار العرب لاسم الرحمن لجهلهم بالله وبما وجب له, قال ‏القرطبي: ثم قيل هما بمعنى واحد كندمان ونديم قاله أبو عبيد, وقيل ليس ‏بناء فعلان كفعيل فإن فعلان لا يقع إلا على مبالغة الفعل نحو قولك رجل ‏غضبان للرجل الممتلى غضباً, وفعيل قد يكون بمعنى الفاعل والمفعول, ‏قال أبو علي الفارسي: الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به ‏الله تعالى والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين قال الله تعالى: {وكان ‏بالمؤمنين رحيما} وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من ‏الاَخر أي أكثر رحمة, ثم حكي عن الخطابي وغيره أنهم استشكلوا هذه ‏الصفة وقالوا لعله أرفق كما في الحديث «إن الله رفيق يحب الرفق في ‏الأمر كله وأنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» وقال ابن ‏المبارك الرحمن إذا سئل أعطى والرحيم إذا لم يسأل يغضب وهذا كما جاء ‏في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي صالح الفارسي ‏الخوزي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم «من لم يسأل الله يغضب عليه» وقال بعض الشعراء:‏
‎ ‎الله يغضب ان تركت سؤالهوبنيّ آدم حين يسأل يغضب
‎ ‎وقال ابن جرير حدثنا السري بن يحيى التميمي حدثنا عثمان بن زفر ‏سمعت العزرمي يقول: الرحمن الرحيم قال: الرحمن لجميع الخلق الرحيم ‏قال بالمؤمنين قالوا ولهذا قال {ثم استوى على العرش الرحمن} وقال ‏‏{الرحمن على العرش استوى} فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع ‏خلقه برحمته وقال {وكان بالمؤمنين رحيماً} فخصهم باسمه الرحيم قالوا ‏فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة لعمومها في الدارين لجميع ‏خلقه والرحيم خاصة بالمؤمنين, لكن جاء في الدعاء المأثور رحمن الدنيا ‏والاَخرة ورحيمهما. واسمه تعالى الرحمن خاص به لم يسم به غيره كما ‏قال تعالى {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّا ما تدعوا فله الأسماء ‏الحسنى} وقال تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من ‏دون الرحمن آلهة يعبدون} ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن ‏اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به فلا يقال إلا مسيلمة الكذاب فصار ‏يضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر وأهل الوبر من ‏أهل البادية والأعراب.‏
‎ ‎وقد زعم بعضهم أن الرحيم أشد مبالغة من الرحمن لأنه أكدّ به والمؤكد لا ‏يكون إلا أقوى من المؤكد والجواب أن هذا ليس من باب التأكيد وإنما هو ‏من باب النعت ولا يلزم فيه ما ذكروه وعلى هذا فيكون تقدير اسم الله الذي ‏لم يسم به أحد غيره ووصفه أولاً بالرحمن الذي منع‎ ‎من التسمية به لغيره ‏كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء ‏الحسنى} وإنما تجهرم مسيلمة اليمامة في التسمي به ولم يتابعه على ذلك إلا ‏من كان معه في الضلالة وأما الرحيم فإنه تعالى وصف به غيره قال: { لقد ‏جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين ‏رؤوف رحيم} كما وصف غيره بذلك من أسمائه كما قال تعالى {إنّا خلقنا ‏الإنسان من نطفة أمشاح نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} والحاصل أن من ‏أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ومنها ما لا يسمى به غيره كاسم الله ‏والرحمن والخالق والرازق ونحو ذلك فلهذا بدأ باسم الله ووصفه بالرحمن ‏لأنه أخص وأعرف من الرحيم, لأن التسمية أولاً إنما تكون بأشرف ‏الأسماء فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص. فإن قيل: فإذا كان الرحمن أشد مبالغة ‏فهلا اكتفى به عن الرحيم, فقد روي عن عطاء الخراساني ما معناه أنه لما ‏تسمى غيره تعالى بالرحمن جيء بلفظ الرحيم ليقطع الوهم بذلك فإنه لا ‏يوصف بالرحمن الرحيم إلا الله تعالى, كذا رواه ابن جرير عن عطاء. ‏ووجهه بذلك والله أعلم وقد زعم بعضهم أن العرب لا تعرف الرحمن حتى ‏رد الله عليهم ذلك بقوله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله ‏الأسماء الحسنى}ولهذا قال كفار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} فقالوا لا نعرف ‏الرحمن ولا الرحيم. رواه البخاري وفي بعض الروايات لا نعرف الرحمن ‏إلا رحمن اليمامة وقال تعالى {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما ‏الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً} والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو ‏جحود وعناد وتعنت في كفرهم فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية ‏الله بالرحمن قال ابن جرير وقد أنشد بعض الجاهلية الجهال:‏
‎ ‎ألا ضربت تلك الفتاة هجينهاألا قضب الرحمن ربي يمينها
‎ ‎وقال سلامة بن جندب الطهوي‎:‎
‎ ‎عجلتم علينا إذ عجلنا عليكموما يشأ الرحمن يعقد ويطلق
‎ ‎وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة ‏حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال الرحمن الفعلان من ‏الرحمة هو من كلام العرب وقال {الرحمن الرحيم} الرفيق الرقيق لمن ‏أحب أن يرحمه والبعيد الشديد على من أحب أن يعنف عليه, وكذلك أسماؤه ‏كلها. وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا محمد بن بشار حدثنا حماد بن مسعدة عن ‏عوف عن الحسن قال الرحمن اسم ممنوع. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو ‏سعيد يحيى بن سعيد القطان حدثنا زيد بن الحباب حدثني أبو الأشهب عن ‏الحسن قال الرحمن اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه تسمى به تبارك ‏وتعالى. وقد جاء في حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ‏يقطع قراءته حرفاً حرفاً {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد الله رب ‏العالمين} فقرأ بعضهم كذلك وهم طائفة ومنهم من وصلها بقوله {الحمد لله ‏رب العالمين}. وكسرت الميم لالتقاء الساكنين وهم الجمهور, وحكى ‏الكسائي من الكوفيين عن بعض العرب أنها تقرأ بفتح الميم وصلة الهمزة ‏فيقولون {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين} فنقلوا حركة ‏الهمزة إلى الميم بعد تسكينها كما قُرى قول الله تعالى: {الم الله لا إله إلا ‏هو} قال ابن عطية ولم ترد هذه قراءة عن أحد فيما علمت.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم - عبد العزيز بن عبد الله بن باز
» تفسير سورة الفاتحة
» تفسير سورة الفاتحة
» هدية لعضوات منتدانا الغالي احكام تجويد كتاب الله عز وجل بالصو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ...♥ قسم الطلاب والمذاكرة ♥... :: ..|الأعداديــ|.. :: ..|الثانية اعداديـ|..-
انتقل الى: